logo
المنهج المعزز للتفكير
blog

تميّز القرن الحادي والعشرين بأنه عصر انفجار المعرفة، وكثافة المعلومات ومصادرها، وتسارع التقنية، وتطور التكنولوجيا، مما أدى إلى ضرورة مواكبة التربية والتعليم وخاصة المناهج الدراسية لمتطلبات هذا العصر، إذ على المناهج أن تعد طلبة قادرين على الانخراط في الحياة والتفاعل مع المشكلات الواقعية في مختلف المواقف. فبعد التعرف على التفكير وأهميته، وخصائصه، ومهاراته، ومعوقاته، واختيار التفكير الناقد بمهاراته ومؤشراته، ودراسته دراسة وافية من الأدبيات المختلفة، توصلت الباحثة إلى ضرورة توفر منهاج مدرسي بجميع عناصره (الأهداف، المحتوى، الأساليب والأنشطة والوسائل، التقويم) قادر على تنمية مهارات التفكير لدى الطلبة، حيث يؤكد السويدي أنه “على مصممي المناهج الدراسية ومخططيها مسؤولية توجيه المناهج بحيث تربي مهارات التفكير عند الطفل وليس مهارات حفظ المعلومات واسترجاعها، فالطفل لا يكتسب مهارات التفكير اللازمة لحياة سريعة التغير” (الزهراني، 1997) ، ولإيجاد هذا المنهج وصياغته لابد من الوقوف على تعريف المنهج المعزز للتفكير .

 

تعريف المنهج المعزز للتفكير:

تهدف عملية التربية إلى إعداد الطالب للانخراط في الحياة الحقيقية من خلال تزويده بالمعارف والقيم والمهارات اللازمة لذلك، ونظراً لمتطلبات العصر الحالي كما ذكرنا سابقاً، على المناهج توفير فرص ملائمة لتطوير قدرات التفكير وتحسينها لديهم. والمنهج المعزز للتفكير أو الموجه للتفكير لا يهدف إلى حشو عقول الطلبة بالحقائق والأرقام والتعريفات والصيغ، فالطلبة قد يمتلكون هذه المعرفة، لكنهم لا يمتلكون المفاهيم والأدوات التي تساعدهم في صنع وتوصيل المعرفة في مجال ما، وهذا يشمل تعلمهم كيف يتعلمون، وكيفية تنظيم المعلومات، وكيفية التمييز بين المعلومات الأقل والأكثر أهمية، بمعنى أن يمتلك هؤلاء الطلبة أداة للاكتشاف المستمر، وبناء المعنى بدلا من جمع معلومات منعزلة! (1990, Fennimore and Tinzman).

 

ويرى إبراهيم (2005، ص) أن المنهج الذي يدعم مهارات التفكير، يجب أن يراعى في تصميمه مايلي:

  • - يُعلم الطلاب التفكير والتعلم.
  • - ينشغل الطلاب في التفكير المعقد لإدارة مواقف جديدة، وفي حل المشكلات.
  • - يدرس الطلاب الموضوعات بعمق.
  • - يزود الطلاب بفترات ممتدة من الوقت للتفكير الثابت.
  • - يربط التفكير واستراتيجيات التعلم بموضوع المعرفة.
  • - يجعل استراتيجيات التفكير والتعلم جزءاً لا يتجزأ في كل نشاط وجعلها متاحة لكل طالب.

 

ومن هنا يمكن تعريف المنهج المعزز للتفكير بأنه "المنهج الذي يعمل على تعليم الطلبة أساليب التفكير المختلفة، وتحفيز أدمغتهم في كافة عناصره (الأهداف، والمحتوى، والأنشطة والأساليب، والتقويم)، بحيث يستبدل المتعلم من كونه متلقٍ وسلبي إلى متعلم مشارك إيجابي، فهو يعتمد على أسلوب النقاش والحوار الفكري والفهم والتحليل والنقد والاستنتاج، مما يشجع المتعلم على الإبداع والابتكار وفهم وإدراك ما يدور حوله". وهـذا بـدوره يتطلب بناء مواصفات ومعايير للمنهج تشمل عناصره الأربعة وهي: الأهداف التعليمية، والمحتوى التعليمي، والأنشطة والأساليب، والتقويم، بالإضافة للبيئة التعليمية؛ كي يسـهم في تنميـة التفكـير.