في العديد من الدراسات تبين من بعض الأدبيات أن برامج إعداد المعلمين فشلت في إكسابهم المعرفة المهنية اللازمة، ولكن على النقيض من ذلك فإن بعض البيانات الأخرى ظهرت من تحليل برامج إعداد المعلمين في الدول الأخرى أظهرت وجود مؤشرات تدل على تمهين التعليم وجدوى هذه البرامج. وللحد من هذا التباين فإنه يجب مواجهة ثلاثة تحديات هي:
أولا: إنتاج البحث التربوي من قبل ممارسي المهنة للربط بين النظرية والتطبيق، وهذا يعني بأننا نحتاج إلى بحوث تمكننا من الكشف عن المشكلات الواقعية، مما يمكن أن يساعدنا على تأطير أسئلة جديرة بالبحث، كما نحتاج إلى بحوث تعمل على إيجاد حلول لهذه المشكلات؛ أي بحوث تطبيقية تحول نتائج البحوث النظرية إلى أدوات عملية يوظفها الممارسون وصناع السياسات التعليمية.
ثانيا: إجراء بحوث تقويمية لبرامج إعداد المعلمين؛ حيث تفتقر مهنة التعليم إلى بحوث منهجية رسمية لتقييم الأداء الميداني للمعلمين، ومن ثم تقديم معلومات للمسؤولين عن برامج إعدادهم حول مدى قيامهم بتنفيذ ما تعلموه في هذه البرامج على أرض الواقع، والنتائج التي تمكنوا من تحقيقها.
ثالثا: الرقابة على جودة الممارسة المهنية والتنمية المهنية؛ حيث يكون التحدي الرئيسي أمام المهنة في عنصر مراقبة جودة الممارسات المهنية وخطط التنمية المهنية المتبعة. ولكي يتم مواجهة هذا التحدي فإنه يجب على القائمين على إعداد المعلمين تطوير أنظمة خاصة للإشراف على جودة أولئك الذين يلتحقون بمهنة إعداد المعلمين، والبحث عن طريقة لاعتماد برامج إعداد المعلمين بالتعاون مع الجهات الرسمية. وينبغي ألا تظل الجهة التربوية صامتة وأن تترك الساحة خالية للجهات الخارجية من غير التربويين والذين يقومون بوضع سياسات كان لها عواقب وخيمة على مهنة التعليم وممارساتها بشكل عام.
Tatto, M. (2021). Professionalism in teaching and the role of teacher education. European Journal of Teacher Education, 44(1), 20-44
العسكري، سليمان. (2023). مهنة التعليم: مجلة مستقبليات تربوية - المجلد السادس، العدد الأول. الكويت: المركز العربي للبحوث التربوية لدول الخليج. ص. 44-47