الشراكة بين الأسرة والمدرسة
يقصد بالشراكة بين المدرسة والأسرة التزام كل منهما بدور محدد في تنظيم عملية تعليم الطلبة، ومتابعة تحصيلهم وأدائهم وسلوكهم، والتعاون معا في تشخيص المشكلات التي قد يواجهها الطلبة، وإيجاد الحلول المناسبة لها، بالإضافة إلى إسهام أولياء الأمور في النشاطات التي تنظمها المدرسة. وتدل الدراسات والشواهد المشتقة من الأدبيات السابقة بأن معظم التجارب الناجحة للدول التي تأخذ بمبدأ الشراكة بين المدرسة والأسرة أن لها تأثيرًا إيجابيًا على تحصيل الطلبة وصحتهم الجسمية والنفسية ونموهم الاجتماعي للأسباب التالية:
أولا: أنها تتيح فرصة أمام إدارة المدرسة لمعرفة أحوال الطلبة، والوقوف على مستويات التحصيل، واتخاذ القرارات المناسبة لتقليل حالات الرسوب والتسرب.
ثانيا: أنها تعتبر تعلم الطلبة هو الهدف الأساسي من الشراكة واستخدام نشاطات المشاركة مجرد وسائل لتحقيق هذا الهدف.
ويتضمن الإعداد المهني لممارسة الشراكة بين المدرسة والأسرة الآتي:
- إعداد الطلبة المعلمين في مرحلة ما قبل الخدمة وتزويدهم في كلية إعداد المعلمين بثقافة أساسية حول مفهوم الشراكة بين المدرسة والأسرة، والأسس التي تقوم عليها وأساليب ممارستها، والمهارات والخبرات التي يجب تنميتها.
- يتضمن الإعداد المهني التنمية المهنية للمعلمين أثناء الخدمة؛ بحيث يحتاج المعلمون والاختصاصيون في المدرسة إلى تكوين اتجاهات إيجابية نحو مبدأ الشراكة مع أولياء الأمور، واكتساب المهارات والخبرات الأساسية في التواصل وإجراء الحوار وتبادل الآراء، والاستعداد لتلقي المشورة، ووضع خطة عمل ومراجعتها وتعديلها بما يراعي ظروف الأسرة، ويسهم في تعزيز المشاركة الفعالة في النشاطات المدرسية.
- يجب تهيئة أولياء أمور الطلبة لممارسة الشراكة مع المدرسة بصفتهم طرفًا أساسيًا في مشروع الشراكة؛ حيث يجب تعريفهم بدورهم في عملية التواصل مع المدرسة، والمشاركة في الاجتماعات والملتقيات التي تعدها المدرسة لمتابعة نتائج الطلبة، ومن ثم معرفة التزامات كل من المدرسة والأسرة في مشروع الشراكة بينهما، وتحديد الخبرات المطلوب اكتسابها من قبل الوالدين استعدادًا للقيام بدورهم في متابعة سير أولادهم في الدراسة.
المراجع
العسكري، سليمان. (2023). مهنة التعليم: مجلة مستقبليات تربوية - المجلد السادس، العدد الثاني. الكويت: المركز العربي للبحوث التربوية لدول الخليج. ص. 118-119